اخبار التعليماسليدرالتقارير والتحقيقات

بلال العثماني: ما فائدة نظريات علوم التربية إذا لم يتم تطبيقها في الواقع؟

احجز مساحتك الاعلانية

مما نلاحظه في التعليم هيمنة الجانب النظري على

الجانب التطبيقي وهذا أدى إلى إغراق المجتمع بأساتذة يفقهون فقط في الجانب النظري دون الجانب التطبيقي وأصبح هذا التعليم مثل تحضير الوجبات السريعة. و لكن ينبغي أن يكون الطالب هو محور العملية التعليمية.

وهو ما عبر عنه “كين روبنسون”: (المدارس كيف تقتل الإبداع).

هناك العديد من الطلاب المبدعين، الموهوبين، واللامعين ممن يعتقدون بأنّهم ليسوا كذلك، لأنّهم كانوا مميزين في أمورٍ لا تعتبرها المدرسة مهمة. فإذا لم تكن من سكان هذا الكوكب المتقدّم علمياً، وقمت بزيارة أحد المدارس في أي قُطرٍ من الأقطار، فإنّك ستتوصل إلى نتيجةٍ واحدةٍ مهمة:

إنّ الهدف الأساسي لجميع المدارس هو إعداد جميع الطلاب ليصبحوا أساتذةً!
ولا أقلل بالطبع من قيمة المعلّم أو المعلّمة، فلهم الفضل الأكبر في إعداد الجيل وتنشئته، ونكنّ لهم جزيل الشكر والعرفان، فهم من يبذلون قصارى جهدهم ليحرصوا على تفوق الطلاب ونجاحهم في الحياة.


لكن المشكلة وباختصار هي في أساليب التعاليم ومناهجه التي باتت قديمة غير متناسبة مع روح العصر، فنحن نتعلّم دائماً ونعلّم أطفالاً كيف نصبح عمّالاً جيدين، بدلاً من أن نعلّمهم كيف يصبحون مفكّرين مبدعين، فكل الأنظمة التعليمية حول العالم تزرع في قلوب الطلاب الخوف من الخطأ، والرهبة من اقترافه.

و هذا هو السبب الرئيسي وراء انسحاب الكثير من التعليم.

إذ أنه لا يغذي أرواحهم و لا يغذي طاقاتهم و شغفهم.

إضافة إلى ذلك أن العديد من العباقرة و المبدعين عاشوا حياتهم معتقدين أنهم ليسوا جيدين بما فيه الكفاية لأن كل ما كانوا يبرعون فيه في المدرسة من مواد لم تكن تقدر أو حتى كانت توصم.

لذلك يبتعد الكثير عن مواهبهم الحقيقية منذ سنوات المدرسة الأولى .

النظام التعليمي القائم شبيه بالنظام الصناعي حيث يتشابه المنتوج لوحدة عملية الإنتاج.

و كبديل لهذا النموذج يقترح روبنسون الانتقال إلى النموذج الزراعي حيث يجب خلق الظروف الملائمة لازدهار الموارد البشرية .

النظام التعليمي يحتاج إلى إعادة هيكلة أو إعادة توزيع للمواد لإعطاء التلاميذ والطلبة حظوظا متساوية في اكتشاف نقاط قوتهم و اختيار المسارات التي تناسبهم بدل طمس هوياتهم الإبداعية فهؤلاء هم قادة الأمم أصحاب الإبداع والاستنباط، والاستنتاج والنقد والتحليل، وليس أهل التقليد والنمطية والاستسلام للموروث .

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى